ويكبيديا الاباء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ويكبيديا الاباء

كل ما يخص علم الاباء في القرون الاولي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لنفرح في اضطهادنا ـ القديس اثناسيوس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 303
تاريخ التسجيل : 03/09/2012

لنفرح في اضطهادنا ـ القديس اثناسيوس Empty
مُساهمةموضوع: لنفرح في اضطهادنا ـ القديس اثناسيوس   لنفرح في اضطهادنا ـ القديس اثناسيوس Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 29, 2012 2:46 pm

لنفرح في اضطهادنا ـ القديس اثناسيوس



ان الوعد الأبدي لا علاقة له بالمتعة الوقتية (التمتع الزمني)، بل برجاء تلك الأمور الأبدية. لأنه بضيقات وأتعاب كثيرة وأحزان يدخل القديسون ملكوت السموات. لكن حين يبلغ هناك، فان الحزن والضيق والتنهد جميعها تهرب، وعندئذ ينعم هو بالراحة، مثلما حدث لأيوب الذي حينما جُرِب هنا صار فيما بعد الصديق الودود للرب. لكن محب الملذات يبتهج الي حين، لكنه سرعان ما يختبر حياة الحزن بعد ذلك مثل عيسو الذي تمتع بالطعام الوقتي لكنه أُدين فيما بعد بسببه.

ولدينا كنموذج لهذا التمايز رحيل بني اسرائيل والمصريين من مصر، لأن المصريين تهللوا قليلا في ظلمهم لبني اسرائيل حينما خرجوا وراءهم، لكنهم غرقوا كلهم في العمق، بينما شعب الله اذ ضُرٍبوا وظُلِموا بعض الوقت بسبب مسلك مسخريهم حين خرجوا من مصر وعبروا البحر دون أذي ساروا في البرية كمكان مأهول، لأنه بالرغم من أن المكان لم يكن مألوفاً للانسان ومهجوراً، فمع ذلك فانه بواسطة عطية الناموس التي انعم الله عليهم بها وبالحديث مع الملائكة لم يعد المكان مهجوراً بعد، بل مأهولاً أكثر من مدينة مسكونة تماماً، مثل اليشع عندما ظن أنه وحيداً في البرية كان بصحبة ملائكة ! هكذا في هذه الحالة أيضاً، رغم أن الشعب كان في يقة في بادئ الأمر وفي البرية فان الذين بقوا أمناء دخلوا فيما بعد أرض الميعاد.

هكذا أيضا الذين يعانون من الضيقات الوقتية هنا، فانهم أخيراً وبعد صبرهم علي التحمل ينالون تعزية، أما الذين اضطهدوهم هنا فانهم يُداسون تحت الأقدام ونهايتهم لن تكون سعيدة، لأنه حتي الرجل الغني كما يؤكد الانجيل اذ انغمس في الملذات هنا زمناً يسيراً عاني من الجوع هناك (في الأبدية)، واذ شرب حتي الثمالة هنا فانه عطش هناك جداً بغير حدود، لكن لعازر (المسكين) بعد أن عاني الضيق في أمور العالم وجد راحة في السماء، واذ كان يجوع الي خبز الحنطة هنا، فانه شبع هناك جداً بطعام أشهي من المن (السماوي)، حتي الرب الذي نزل من السماء قد قال: “أنا هو الخبز النازل من السماء، الذي يعطي حياة للعالم”.

يا أحبائي الأعزاء، ان كنا سنجني تعزية من الضيقات وراحة من الأتعاب وصحة بعد المرض وخلوداً بعد الموت، فليس من الصواب أن نحزن بسبب الأمراض الوقتية التي تحل بالبشرية، وليس من اللائق أن نقلق بسبب التجارب التي تصيبنا، ولا ينبغي أن نخاف، ان كان أولئك الذين قاوموا المسيح يتآمرون ضدنا بل بالحري يجب أن نرضي الله بأعمالنا تلك، معتبرين هذه الأمور دافعاً لنا لنعيش حياة الفضيلة, لأنه كيف يمكن أن يُكافأ الصبر ان لم تسبقه الأتعاب والأحزان ؟ أو كيف يمكن اختبار الاحتمال والثبات بدون هجوم الأعداء ؟ أو كيف يمكن أن تظهر الشهامة الا بعد الاهانة والظلم ؟ أو كيف نبرهن علي احتمال الأذي بصبر ان لم يكن هناك أولا افتراءات “ضد المسيح” ؟

وأخيراً كيف يمكن للانسان أن يري الفضيلة بعينيه ان لم يظهر اثم الأشرار أولاً ؟ لذا جاء ربنا ومخلصنا يسوع المسيح قبلنا ليظهر للناس كيف يتحملون الألم، الذي عندما ضُرب لم يكن يشتم عوضاً، واذ تألم لم يهدد بل أعطي ظهره للضاربين وخديه سلمهما للطم، ووجهه لم يرد عن خزي البصاق، واخيراً وبملء ارادته سيق للموت، لنري فيه صورة كل الأبرار والأبديين (الخالدين)، حتي نقتدي بهذه الأمثلة، فندوس بحق علي الحيات والعقارب وكل قوة العدو.

هكذا أيضاً فان بولس الرسول وهو يقتدي بمثال الرب، يحثنا قائلاً: “كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ” (1 كو 11: 1)، وبهذه الوسيلة ينتصر علي كل نزاعات الشيطان قائلاً: “إِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا” (رو 8: 38-39)، لأن العدو يقترب منا في الضيقات والمتاعب والتجارب مستخدماً كل الوسائل ليدمرنا، لكن الانسان الذي هو في المسيح يصارع كل ما يعترض طريقه من معوقات، فيقاوم الغضب بطول أناته، والاهانات بوداعته، والرذيلة بصلاحه، فيظفر بالنصرة ويصيح قائلاً: “أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي” (في 4: 13)، “لكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا (بِالمسيح) الَّذِي أَحَبَّنَا” (رو 8: 37)ـ


ـــــــــــــــــــــــ
+ الرسالة الفصحية العاشرة كتبت يوم 26 مارس 338م
+ تمت الترجمة عن Nicene and Post Nicene Fathers 2, Volume IV بالمقارنة مع المجلد العاشر لسلسلة الآباء باليونانية عن دار نشر الآباء غريغوريوس بالاماس تسالونيكي 1976م وبالمراجعة علي قصاصات L. Th. Lefort, Lettres Festales et postrals en Copte, CSCO (150-151) Louvain 1955
+ ترجمة المركز الأرثوذوكسي للدراسات الآبائية مؤسسة القديس انطونيوس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://fatherswikipedia.mountada.net
 
لنفرح في اضطهادنا ـ القديس اثناسيوس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بمن أقارنك أيتها العذراء ـ القديس اثناسيوس
» لاهوت وناسوت الكلمة ـ القديس اثناسيوس
» تاملات فى المزامير - القديس اثناسيوس الرسولى
» رسائل القديس اثناسيوس عن الروح القدس ( الى سرابيون )
» رسالة القديس اثناسيوس الى ابكتيتوس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ويكبيديا الاباء :: نصوص ابائيه :: عصر المجامع المسكونيه :: القديس اثناسيوس الرسولي-
انتقل الى: